تواصل “الاستراتيجية الشاملة” التي تتبعها الحكومة الصومالية لاجتثاث الإرهاب من البلاد حصد ثمارها؛ حيث سلَّمت قيادات من حركة “الشباب” الإرهابية نفسها للجيش معترفة بارتكاب الحركة لجرائم “لا تطاق” ضد الصوماليين.
وأوضح محلل سياسي صومالي ملامح من الاستراتيجية الحكومية التي أثمرت نجاحات خلال عام، لم تتحقق خلال عدة سنوات سابقة.
تفاصيل الاستسلام
وفق وكالة الأنباء الصومالية “صونا” فإن قياديين في الحركة الإرهابية التي تسميها بـ”مليشيات الخوارج” هما حسين طاهر معلم والمعروف بـ”طغيى”، وعلس إبراهيم أحمد سلما نفسيهما للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة “عيل طيري” التابعة لمحافظة غلغدود بوسط البلاد.
حسين طاهر معلم قال لوسائل إعلام رسمية إنه انضم لصفوف “مليشيات الخوارج” عام 2020 من منطقة “شاو” بمحافظة هيران وشارك في معارك بمحافطة غلغدود وما دفعه لتسليم نفسه أنه لم يعد يحتمل المعاناة التي يفرضها الخوارج على المدنيين ولا أفعالهم الإجرامية.
دعا طاهر بقية أعضاء المليشيات لترك الفكر المتطرف.
بدوره قال علس إبراهيم إنه انضم لهذه المليشيات قبل 3 أعوام من منطقة عيل طيري، وقاتل في محافظة شبيلي الوسطى، ولكنه لم يتحمل الانتهاكات التي ترتكبها بحق المدنيين.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن استسلام قيادات من حركة “الشباب”. فوفق وكالة “صونا” استستلم قائد المليشيا في قرية “مايا فارح” التابعة لمحافظة شبيلى السفلى، عبدي حسن هلبالي، للجيش، الأسبوع الماضي، خاصة مع توعد الجيش بتصفية فلول الإرهابيين.
محاور الاستراتيجية الشاملة
الصحفي والباحث الصومالي، آدم هيبة، اوضح ما تؤشر إليه سلسلة الاستسلامات المتتالية لقيادات الحركة الإرهابية:
الحكومة اعتمدت استراتيجية شاملة لا ترتكز على المواجهة العسكرية فقط، ولكن تشمل تعرية الفكر المتطرف لحركة “الشباب” وتجفيف منابع تمويلها، وحشد الشعب بجانب القوات الحكومية في المواجهة.
ضمن هذه الاستراتيجية برنامج مكافحة الخلايا الإرهابية النائمة؛ باعتبار أنها أقوى ذراع للحركة الإرهابية في الداخل والخارج، وتعتمد عليه في تصفية الخصوم، والقضاء عليها سيقلل الاغتيالات في البلاد، ويتراجع تهديد الإرهابيين للتجار والمزارعين خلال انتزاع الإتاوات منهم باسم “ضرائب”.
ضمن المشروع الحكومي لمكافحة الإرهاب كذلك السلاح القانوني، متمثلا في مصادقة البرلمان على مشروع قانون مكافحة الإرهاب، بعد شهر من مصادقة مجلس الوزراء عليه.
آلاف القتلى من الإرهابيين
أعلنت الحكومة مؤخرا في بيان أن ما يزيد عن 3 آلاف من عناصر حركة الشباب المتطرفة قُتلوا خلال عمليات نفذها الجيش على مدى الأشهر الستة الماضية، وأن 3700 آخرين من الحركة أُصيبوا.
ووفق البيان حررت القوات الصومالية نحو 70 بلدة وقرية من أيدي الحركة، والحكومة بصدد إطلاق عملية أمنية “كبرى” في العاصمة مقديشو لضمان عدم إضرار العناصر الهاربة من الحركة بالمدنيين انتقاما من الهزائم التي تلقتها.